الفيديوهات الدعوية

البقرة 30
البقرة 30

هذه الآية الكريمة، رقم 30 من سورة البقرة، تشكل حجر الزاوية في فهم قصة خلق البشر ومهمتهم العظمى على الأرض. تفتتح بتصريح إلهي عظيم، حيث يخاطب الله جل وعلا ملائكته الكرام معلناً عزمه على جعل خليفة في الأرض. ينبثق من هذا الإعلان حوار ملائكي مدهش، تتساءل فيه الملائكة - بمنطقها النقي - قائلة: ﴿أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ﴾، مستشرفين الفساد وسفك الدماء كاحتمال وارد. ثم يضيفون معللين تساؤلهم: ﴿وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾، مستشعرين طهارتهم الدائمة وطاعتهم المطلقة. فيأتي الرد الإلهي الحاسم والحكيم، الذي يكشف عن أفق أوسع للعلم والمعرفة: ﴿قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾، مؤكداً علمه الشامل الذي يحيط بكل خفايا الأمور وحكمتها البالغة. هذه الآية تدعونا للتأمل العميق في سر وجودنا ودورنا كخلفاء لله على الأرض، المكلفين بإعمارها بالخير والعدل. إنها تؤسس لمفهوم المسؤولية البشرية والثقة الإلهية، وتدعو إلى فهم أبعاد الحكمة الإلهية في خلقه. إنها ليست مجرد قصة، بل هي درس خالد في فهم مكانة الإنسان ومسؤولياته في هذا الكون الفسيح، ودليل على علم الله المحيط.

الجاثية 12-13
الجاثية 12-13

تتجلى عظمة الخالق في هاتين الآيتين الكريمتين، حيث يمتنّ الله سبحانه وتعالى على عباده بتسخيره الكون بأسره لهم، فها هو البحر الشاسع، بقوته وأمواجه، قد جُعل طيّعًا لخدمة الإنسان، ليكون مهدًا للسفن العملاقة، التي تجري فيه بأمر الله وقدرته، فاتحةً آفاقًا واسعة للتجارة والنقل واكتشاف العوالم البعيدة، كل ذلك لتنعموا بفضله وتطلبوا رزقه الواسع، ولتتذكروا نعمه التي لا تحصى وتشكرونه حق الشكر على هذه العطايا الجليلة. ولا يقتصر هذا التسخير على البحار فحسب، بل يتسع ليشمل كل ما في السماوات من نجوم وكواكب، وما في الأرض من جبال وأنهار وكنوز، جميعها وُضعت في خدمتكم، كلها هبة خالصة من لدنه تعالى، مدبرة بأحكم تدبير لراحة البشر وسعادتهم، ليتحقق لهم سبل العيش والازدهار والتقدم. إنّ في هذا التسخير الكوني العظيم، وفي هذه المنظومة المتكاملة التي تعمل بإتقان، لآيات بيّنات ودلائل ساطعة على قدرة الخالق ووحدانيته وحكمته البالغة، لا يدركها حق الإدراك إلا أولو الألباب والقلوب المتفكرة التي تتأمل في بديع صنع الله وعظيم فضله.

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين