الفيديوهات الدعوية

الأنفال 27
الأنفال 27

تُعدّ الآية السابعة والعشرون من سورة الأنفال نداءً إلهيًا عظيمًا موجّهًا للمؤمنين، يُحذّرهم فيه المولى عز وجل تحذيرًا شديدًا من مغبة خيانة الله ورسوله، وهي دعوة صريحة للابتعاد عن كل ما يمسّ جوهر الإيمان من غدر ونقض للعهود. تؤكد هذه الآية الكريمة على أن مفهوم الخيانة يتجاوز التعاملات المادية ليشمل خيانة الأمانات بأشكالها كافة، سواء كانت فرائض دينية، حقوقًا للعباد، أسرارًا، أو مسؤوليات حياتية مُلقاة على عاتق المسلم. ويزداد الأمر خطورة مع الإشارة إلى أن هذه الخيانة تُرتكب "وأنتم تعلمون"، مما يضاعف من حجم الذنب ويؤكد على وعي المرتكب بتبعات فعله. إنها تذكرة بأهمية الحفاظ على الأمانة في كل صغيرة وكبيرة، من القول والفعل، وتضع أساسًا متينًا لمجتمع قائم على الثقة والصدق، محذرة من أن التفريط في الأمانة يؤدي إلى فساد الفرد والمجتمع. لذا، هي دعوة للتأمل العميق في معنى الولاء لله ورسوله، والالتزام الصادق بكل ما ائتمننا عليه في هذه الحياة.

يونس 14
يونس 14

هذه الآية الكريمة من سورة يونس، آية 14، تحمل في طياتها حكمة بالغة ودعوة عميقة للتأمل في سنن الله في الكون. توضح كيف أن الله تعالى يتداول الأيام بين الناس، ويجعل الأمم المتعاقبة خلفاء في الأرض. إنها إشارة إلى زوال أمم سابقة كانت قد أهلكت بسبب ظلمها، كفرها أو إعراضها عن الحق. وبعد هلاكهم، يجعل الله المؤمنين أو الأجيال اللاحقة خلفاء ليحملوا أمانة الأرض وعمارتها. والهدف الأسمى من هذه الخلافة وهذا التمكين هو "لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ". إنه امتحان إلهي ومراقبة دقيقة لأعمال البشر وسلوكهم في هذه الخلافة. تذكير بأن هذه الحياة ليست عبثًا، بل هي فرصة عظيمة للعمل الصالح والبناء والإصلاح. فكل عمل، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، خفيًا أو ظاهرًا، هو مسجل ومراقب من قبل الله. الآية تحثنا على استشعار ثقل المسؤولية تجاه الأرض ومن عليها، وأننا محاسبون على أفعالنا. وتدعو إلى البناء والتعمير بالحق والعدل، والابتعاد عن الفساد، طمعًا في رضوان الله وجنته.

النساء 58
النساء 58

آية النساء 58 هي من الآيات الجامعة التي تُعد دستوراً إلهياً يرسم معالم بناء المجتمع الفاضل، حيث تبدأ بأمر عظيم وشامل بتأدية الأمانات إلى أهلها، مؤكدةً على ضرورة حفظ الحقوق واستيفاء العهود والقيام بالواجبات على أتم وجه، سواء كانت أمانات مادية أو معنوية، خاصة أو عامة. ثم تنتقل الآية الكريمة لأمر جوهري آخر لا يقل أهمية، وهو الأمر بالحكم بالعدل بين الناس، فالعدل هو أساس صلاح المجتمعات واستقرارها، وضمان لحقوق الأفراد والجماعات، وعدم تحقيقه يؤدي إلى الفساد والظلم. إن ما يعظ الله به في هذه الآية لهو خير وأكمل وصايا الرحمن لنا، لأنها ترشدنا لما فيه صلاح دنيانا وأخرانا. وتُختتم الآية بتذكير بالغ الأثر بأن الله "سميعاً بصيراً"، ليؤكد على علمه التام ورقابته الدائمة لكل أقوالنا وأفعالنا ونياتنا، مما يدفع المسلم لالتزام هذين الأمرين العظيمين. فهذه الآية بمجملها دعوة شاملة لإقامة الحق والعدل والأمانة في كل شؤون الحياة.

الأحزاب 72
الأحزاب 72

تعتبر الآية الثانية والسبعون من سورة الأحزاب إحدى أمهات الآيات التي تبسط أمامنا عمق العلاقة بين الخالق والمخلوق، وتُجلّي مكانة الإنسان الفريدة في الكون. تستهل الآية بعرض إلهي مهيب لـ "الأمانة" على كيانات عظيمة الشأن: السموات، والأرض، والجبال. هذه الكائنات الشاسعة والقوية، على الرغم من عظم خلقتها، أبت حمل هذه الأمانة العظمى. ولم يكن رفضها إلا إشفاقاً منها وإدراكاً لثقلها وجسامة مسؤوليتها. في مشهد يملؤه الإعجاز، يتلقف الإنسان هذه الأمانة، ليتحملها عن وعي وإرادة حرة. وتشير الأمانة هنا إلى كل ما كُلف به الإنسان من أوامر ونواهٍ، والمسؤولية عن العقيدة والعبادة، وحفظ الفطرة السليمة، وإعمار الأرض. قبول الإنسان لهذه الأمانة يبرز شرفه وتكريمه، فهو المخلوق الذي استعد لحمل أعباء التكليف الإلهي. ووصْفُهُ في ختام الآية بأنه "ظلوماً جهولاً" لا ينقص من قدره، بل هو تنبيهٌ لقدر عظمة الأمانة التي ارتضاها، وتذكيرٌ بطبيعته التي قد تقصر عن حملها أحياناً. إنها دعوة للتأمل في ثقل الأمانة الملقاة على عاتق البشر، وضرورة الوفاء بها على أكمل وجه. فليُدرك كل إنسان أن حياته بأسرها رحلة وفاء لهذه الأمانة الإلهية، ولتحقيق مقاصد وجوده في الأرض.

هود 112
هود 112

وصف تفصيلي لآية هود 112: فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ تعتبر الآية 112 من سورة هود إحدى أعظم الآيات القرآنية التي تشكل محوراً أساسياً للاستقامة في حياة المسلم، فهي دعوة إلهية جامعة وشاملة للثبات على الحق والمنهج القويم الذي أمر الله به، دون أدنى ميل أو انحراف. تأمر هذه الآية الكريمة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المؤمنين التائبين، بالثبات على أمر الله والالتزام الصارم بشريعته، محذرةً في الوقت ذاته من الطغيان وتجاوز الحدود التي وضعها الخالق بحكمته البالغة. ليست الاستقامة دعوة فردية فحسب، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب من كل مؤمن أن يكون سراجاً منيراً في دربه ودرب من حوله، داعياً إلى الحق والصبر عليه، ومبتعداً عن كل ما يغضب الله من ظلم أو إسراف. وتأتي خاتمة الآية لتذكيرنا بالرقابة الإلهية المطلقة: "إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ"، وهو ما يغرس في قلوبنا المراقبة الدائمة لله عز وجل في كل فعل وقول، ظاهراً وباطناً، مما يدفعنا إلى إتقان أعمالنا وإصلاح سرائرنا ابتغاء مرضاته. إنها نبراس يهدي السالكين في دروب الحياة، ويحصنهم من الزلل والضلال، داعيةً كل مسلم ليتدبر معانيها العميقة ويجعلها منهج حياة ثابت لا يتغير، طريقاً للنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين