رحلة العمر الأسمى، وغايته المنشودة، إنها "الطريق إلى الجنة"، دربٌ طويلٌ وشاقٌ يتطلب من السالك صبرًا جميلاً وثباتًا لا يتزعزع، فليس مجرد عبورٍ سهلٍ بل كفاحٌ دائمٌ ضد وساوس النفس والشيطان. كما بيّن لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، الجنة حفّت بالمكاره، بكل ما يخالف هوى النفس من طاعات وابتلاءات، والنار حفّت بالشهوات، بكل ما يغري النفس من ملذات زائفة. إنه مسارٌ يضيئه نور الإيمان، ويُعبد بالعمل الصالح، والتمسك بالسنة، وصدق التوكل على الله. فلا يدرك عظيم نعيمها الأبدي إلا من بذل روحه ووقته وجهده في سبيل الله. كل خطوةٍ فيه، وكل صمودٍ على شهوةٍ، وكل تحملٍ لبلاءٍ، هو استثمارٌ حقيقيٌ في سعادةٍ لا تنتهي، ورضوانٍ إلهيٍ لا يزول. فيا باغي الجنة، شمّر عن ساعد الجد، واجعل من دنيانا هذه مزرعةً لأخراك، فإن الفوز العظيم ينتظر الصابرين المحتسبين.
2023/04/17
351
1
- مركز دعوة الصينيين