كيف نشكر الله تعالى

نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، تستوجب منا شكراً يليق بعظمته. كيف السبيل إلى ذلك؟ يبدأ الشكر بالقلب، بالإيمان العميق بأن كل خير هو من فضله وجوده. ثم باللسان، بترديد الحمد والثناء في كل حين، قائلين: "الحمد لله" بصدق ويقين. ويتجلى الشكر الأعظم في الأفعال؛ بأن نستخدم هذه النعم فيما يرضيه، لا في معصيته. فالصحة تُشكر بعبادته والاجتهاد في طاعته، والمال يُشكر بإنفاقه في وجوه الخير والصدقات. والعلم يُشكر بنشره والعمل به، والوقت يُشكر باستغلاله فيما ينفع ويقرب إلى الله. كما يتضمن الشكر الحقيقي أداء الفرائض والابتعاد عن المحرمات، فهي دليل على امتنان العبد لربه. وكذلك التفكر في خلق الله وعجائب كونه، يزيدنا يقيناً بعظمته وجميل صنعه. ويكتمل الشكر بالتواضع وعدم الغرور بالنعم، ومساعدة المحتاجين، ونشر الخير والإحسان في المجتمع. إن الشكر لله ليس مجرد كلمة، بل هو منهج حياة، عبادة مستمرة بالقلب واللسان والجوارح، تقربنا إليه وتزيدنا من فضله.