الدنيا ليست سوى محطة مؤقتة، هي مزرعتنا الكبرى التي نزرع فيها بذور أعمالنا الصالحة والطالحة.
فكل قول، وفعل، ونية، وسعي، سواء كان خيراً أو شراً، هو بمثابة بذرة تُغرس بعناية أو بإهمال في تربة هذه الحياة الدنيا الفانية.
تلك البذور ستنمو وتُثمر لا محالة، ليحين وقت الحصاد الأكبر والميزان في الآخرة، حيث يُجنى كل امرئ ما قدمت يداه من خير أو شر.
إنها دعوة عميقة للتأمل في قيمة الوقت والفرصة الثمينة المتاحة لنا الآن؛ فالدنيا هي بحق دار العمل والاجتهاد والكد، والآخرة هي دار الجزاء الكامل، إما ثواباً نعيماً أو عقاباً أليماً.
لذا، يتوجب علينا أن نكون مزارعين أذكياء وماهرين، نزرع بوعي الصالحات، ونغرس الفضائل، ونروي بالتقوى والإحسان والإيمان، ونجتنب الآثام.
هذا السعي الدؤوب في دنيانا يضمن لنا بإذن الله تعالى محصولاً وفيراً من السعادة الأبدية، والرضوان الإلهي، والفوز بجنات النعيم.
فما نزرعه اليوم من طاعات ومعاصي نحصده غداً من جزاء وعقاب، ومصيرنا الأبدي في الآخرة مرهونٌ تماماً بما عملناه في دنيانا هذه القصيرة.
استثمر حياتك بحكمة، فبذور اليوم هي ثمار الغد.