تتناول هذه الرسالة الجليلة موضوعاً جوهرياً يمثل الركيزة الأساسية لصلاح الأمة وسعادتها في الدنيا والآخرة: وهو وجوب تحكيم شرع الله تعالى. إنه ليس مجرد خيار، بل هو ركن أساسي من أركان الإيمان ومفتاح العدل المطلق، ومنبع النور والهداية الشاملة لكل جانب من جوانب الحياة، من العبادات والمعاملات إلى الأحوال الشخصية وشؤون الحكم. تأتي هذه النصيحة الموجزة كدعوة ملحة للتسليم التام لأوامر الخالق، والتحاكم إليه في كل صغيرة وكبيرة. كما أنها تحمل تحذيراً شديداً وصريحاً من التحاكم إلى غير شرع الله، مبينة خطورة ذلك على الدين والدنيا، وعلى الفرد والمجتمع. إنها تذكرة لكل مسلم ومسلمة بأن عز الأمة ورفعتها مرهونان بتمسكها بهذا النور الإلهي، واعتبار شرع الله المصدر الوحيد والأساسي للتشريع والتحاكم، لضمان الفلاح والنجاة.