يُعد كتاب "أحكام القرآن للشافعي"، وتحديداً هذا الجزء الثمين منه، منارة علمية فريدة في المكتبة الإسلامية.
إنه ليس مجرد تفسير للقرآن الكريم، بل هو رحلة عميقة في استنباط الأحكام الفقهية الدقيقة من نصوصه المباركة.
يغوص الكتاب في آيات الذكر الحكيم، كاشفاً عن الجواهر التشريعية الكامنة فيها، ومبيناً كيف تُبنى عليها أركان ديننا الحنيف.
وما يزيده قيمة هو الجهد الجبار الذي بذله الإمام أبو بكر البيهقي، رحمه الله، في جمع وتصنيف أقوال وتفاسير
الإمام الشافعي الفقهية المتناثرة في مختلف مصنفاته أو مصنفات غيره. هذا العمل المتقن يمثل مرجعاً أساسياً
لكل فقيه وباحث وطالب علم يسعى لفهم عميق لأصول الفقه وأحكامه المستنبطة مباشرة من كتاب الله.
يُبرز الكتاب منهج الشافعي الفقهي الأصيل، ويقدم نموذجاً فريداً في الاستدلال من الآيات الكريمة،
مما يجعله كنزاً لا غنى عنه في صقل الملكة الفقهية واستيعاب منهج الاستدلال الشرعي الأصيل.