يُقدم لنا هذا المجلد القيّم، الغيث المسجم في شرح لامية العجم (3)، كنوزاً معرفية لا غنى عنها،
إذ يُعد شرحاً وافياً لـ "لامية الطغرائي"، إحدى أروع القصائد التي خطّها يراع الشاعر العربي العظيم.
نُظمت هذه اللامية الخالدة في بغداد عام 505 هـ، لتكون صرخة مدوّية تعكس شكوى الطغرائي من زمانه،
ووصفاً بليغاً لحاله، ومستودعاً فريداً للحكم والعبر التي ما زالت صالحة لكل زمان ومكان.
لقد سُميت بحق "لامية العجم" لجزالتها وعمق معانيها وتأثيرها البالغ في الأدب العربي.
ويتألق شرح الإمام صلاح الدين الصفدي في هذا العمل الفذ، فقد قام بتحليل لا نظير له،
فلم يغفل جانباً لغوياً أو إعرابياً دقيقاً في القصيدة إلا وتناوله بالتفصيل الممل والوافي،
مقدماً فهماً شاملاً ومتعمقاً لكل بيت من أبياتها، ومزيلاً كل التباساتها للقارئ.
بل وأضاف الصفدي حواشي ثرية ومفيدة على صفحات الكتاب، لتُثري تجربة القارئ وتُعمّق فهمه للمتن.
هذا الجزء الثالث لا غنى عنه لكل باحث، طالب علم، أو محب للأدب العربي الأصيل وكنوزه الخالدة.