البقرة 105

تُعَدّ الآية الكريمة 105 من سورة البقرة تذكيرًا قويًا للمؤمنين بحقيقة النوايا الكامنة لدى الكفار وأهل الكتاب والمشركين؛ فهم لا يرغبون أبدًا في أن ينزل عليكم أي خير أو فضل من ربكم، وهذا يكشف عن عمق حسدهم الشديد وعداوتهم للمسلمين. فالقلوب التي أظلمتها الجحود والشرك لا تطيق رؤية نعم الله وعطاياه تتنزل على عباده المؤمنين. لكن هذه الآية تحمل في طياتها بشرى عظيمة وطمأنينة عميقة للمسلمين، فالله تعالى هو المتفرد بفضله العظيم، يختص برحمته وعطائه من يشاء من عباده، دون استئذان أحد أو اعتبار لرغبة الحاسدين. إنها رسالة واضحة تؤكد سيادة الله المطلقة في منح العطاء والخير، وتدعونا للثقة التامة في تدبيره وحكمته البالغة. فلا ينبغي للمؤمن أن يحزن أو يضطرب من مكرهم، بل ليزداد إيمانه بأن النعم كلها من الله وحده، وأنه سبحانه ذو الفضل العظيم الذي لا يُحدّ. هذا يزرع الطمأنينة في القلوب ويقوي العزيمة على التمسك بدين الحق مهما كانت التحديات والصعاب.

مركز دعوة الصينيين

2025/04/16

246
0
  • مركز دعوة الصينيين
  • القرآن الكريم

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين