الثروة الحقيقية

المعبود الحق يجب أن يتصف بصفات الكمال

هل يستطيع الإنسان رؤية الله؟

هل يمكن للإنسان حقًا أن يرى الخالق جل وعلا؟
تلك المسألة الوجودية تدعونا للتأمل في حدود الإدراك البشري.
فمع أن العقل البشري هبة عظيمة وقادر على التفكير العميق،
إلا أنه يجد نفسه قاصرًا عن استيعاب الذات الإلهية المطلقة.
إن ذات الله تفوق كل تصور وخيال، وتتجاوز مفاهيم الزمان والمكان.
ولذلك، فإن أي محاولة لتخيل ماهية الله ستؤدي إلى الارتباك والتشويش الفكري،
لأن الله ليس كمثله شيء ولا يمكن قياسه بمقاييسنا البشرية المحدودة.
هذا الفهم يقودنا إلى إدراك عميق بأن رؤية الله بالعين المجردة في الدنيا أمر غير ممكن،
وأن معرفته تتم من خلال آياته وصفاته التي تتجلى في الكون والحياة.
دعوة للتفكر في عظمته سبحانه، والخشوع لجلاله الذي يفوق كل تصور.

من أين أتى الله؟

سؤال "من أين أتى الله؟" يحمل في طياته إجابة عميقة تكمن في جوهر ذاته سبحانه وتعالى.
فوفقاً للنصوص المقدسة، سواء في الكتاب المقدس أو القرآن الكريم، يُخبرنا كلاهما أن الله دائم الوجود، لم يكن له بداية قط.
هو الأبدي الأزلي، الذي لا يسبقه عدم ولا يلحقه فناء، فوجوده مطلق وكامل بذاته.
لا يوجد أي لحظة لم يكن موجوداً فيها، فهو المصدر الأول لكل ما هو كائن، ومن المستحيل أن يكون قد أتى من شيء آخر.
هو الخالق والرازق الوحيد لكل الوجود، وكل ما سواه يحتاج إليه في وجوده وبقائه.
لذا، فإن ذاته ليست ناتجة عن علة أو سبب خارجي؛ بل هو العلة الأولى والسبب الأسمى لكل شيء.
لا يوجد إله غيره يستحق العبادة والتعظيم، فهو المتفرد بصفات الكمال المطلق.
لا شريك له في ملكه وسلطانه، وهو القائم بذاته الذي لا يحتاج إلى أحد.
باختصار، الله لم يأتِ من مكان، ولم يخلقه أحد، لأنه هو الخالق لكل شيء، وهو الموجود بذاته من الأزل وإلى الأبد.
هذه الصفة الجوهرية تبرهن على عظمته وتفرده، وتجيب عن سر الوجود نفسه.