الخطوات في طريق العودة الى الله

الحج 19-22

سورة الحج: الآيات 19-22

تدعو هذه الآيات الكريمة من سورة الحج (19-22) إلى التأمل العميق في مصير الذين يجادلون في آيات الله.
فهي تصور مشهدًا مهيبًا للعذاب الأليم المعدّ للكافرين يوم القيامة، حيث تتجلى عدالة الله وقوته.
تبدأ بوصف ثياب النار التي ستُفصّل لهم خصيصًا، لتكون لباسهم الأبدي الذي لا يزول.
ثم ينتقل المشهد إلى الماء الحميم، المغلي الذي سيُصب فوق رؤوسهم ليُلهب أجسادهم.
هذا الماء الحارق سينفذ إلى أعماق أجسادهم، ليذيب ما في بطونهم وجلودهم من شدة حرارته.
وتزداد الأهوال بذكر المقارع من حديد، التي ستنهال عليهم ضربًا وعقابًا لا يتوقف.
كلما حاولوا الخروج من النار فرارًا من شدة العذاب وشقائه،
يُعادون إليها بعنف وغلظة، ويُقال لهم بتهديد: ذوقوا عذاب الحريق.
إنها تحذير شديد وعبرة بالغة لكل من يعرض عن الحق، ويتكبر عن اتباع سبيل الله.
وتذكير بقوة الله وعقابه الصارم لمن كفر بآياته واستكبر عن طاعته.

أهمية العلم

تُمثّل أهمية العلم ركيزة أساسية في بناء الفرد والمجتمع، وهو جوهر رسالة الإسلام السامية.
فقد جعل الإسلام طلب العلم فريضة وعبادة، لا تقتصر على علوم الدين فحسب، بل تشمل كل ما ينفع البشرية.
وقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمته مرارًا على التحلي به، وكان أول أمر إلهي نزل عليه هو "اقرأ"، دلالة واضحة على محورية القراءة والتعلم في عقيدتنا.
العلم ينير العقول، ويضيء الدروب، ويرفع الأمم، فهو مفتاح التقدم والازدهار والوعي الحقيقي.
به نميّز الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، ونفهم آيات الله في الكون وفي أنفسنا.
يسهم في بناء الحضارات، وتقدم العلوم والتكنولوجيا، ويحل المشكلات المعقدة التي تواجه البشرية.
هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز القيم الأخلاقية، وترسيخ مبادئ العدل والمساواة.
طلب العلم رحلة مستمرة لا تتوقف عند مرحلة معينة، بل هي سعي دائم نحو الفهم والتدبر.
وبدونه، تسود الجهالة والتخلف، وتنتشر الخرافات، ويصعب على الأمة أن تنهض وتتبوأ مكانتها اللائقة.
لذا، فإن الاستثمار في العلم هو الاستثمار الأمثل لمستقبل مشرق، وهو دليل على حيوية الأمة ورغبتها في الرقي والازدهار.

وحدة البشرية

مفهوم "وحدة البشرية" هو حجر الزاوية في تعاليم الإسلام السمحة،
مؤكداً المساواة المطلقة بين جميع البشر أمام الخالق، فلا فضل لأحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
يدعو إلى احترام كرامة الإنسان أياً كان دينه أو عرقه أو جنسه، ويرفض الحكم بناءً على سمات لا يختارها.
التنوع البشري يعتبر آية من آيات رحمة الله وجمال صنعه،
وقد علمنا النبي ﷺ أن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، بل إلى قلوبكم وأعمالكم.
يتميز الإسلام بغياب الطبقة الكهنوتية، فالعلاقة مباشرة بين العبد وربه،
وعلماء الدين يدعون إلى الوسطية والاعتدال في شتى جوانب الحياة.
هذه المبادئ تعزز مجتمعاً مبنياً على العدل، والتراحم، والاحترام المتبادل،
حيث تُقدَّر كرامة كل إنسان بلا استثناء،
مجسدة رسالة الإسلام السامية في توحيد الإنسانية على أسس من المحبة والإنصاف.