آية النساء 58 هي من الآيات الجامعة التي تُعد دستوراً إلهياً يرسم معالم بناء المجتمع الفاضل،
حيث تبدأ بأمر عظيم وشامل بتأدية الأمانات إلى أهلها، مؤكدةً على ضرورة حفظ الحقوق واستيفاء العهود
والقيام بالواجبات على أتم وجه، سواء كانت أمانات مادية أو معنوية، خاصة أو عامة.
ثم تنتقل الآية الكريمة لأمر جوهري آخر لا يقل أهمية، وهو الأمر بالحكم بالعدل بين الناس،
فالعدل هو أساس صلاح المجتمعات واستقرارها، وضمان لحقوق الأفراد والجماعات،
وعدم تحقيقه يؤدي إلى الفساد والظلم. إن ما يعظ الله به في هذه الآية لهو خير وأكمل وصايا الرحمن لنا،
لأنها ترشدنا لما فيه صلاح دنيانا وأخرانا.
وتُختتم الآية بتذكير بالغ الأثر بأن الله "سميعاً بصيراً"، ليؤكد على علمه التام ورقابته الدائمة
لكل أقوالنا وأفعالنا ونياتنا، مما يدفع المسلم لالتزام هذين الأمرين العظيمين.
فهذه الآية بمجملها دعوة شاملة لإقامة الحق والعدل والأمانة في كل شؤون الحياة.
2025/05/05
289
0
- مركز دعوة الصينيين