تُعد الآية الثالثة والثلاثون من سورة النور منارات هادية تُرسي قواعد مجتمعٍ فاضلٍ ومتحضّر، حيث تدعو الشباب الذين لم يجدوا سبيلاً للزواج إلى التحلي بالعفة والصبر، مؤكدةً على أن الله سبحانه سيعينهم ويُغنيهم من فضله في الوقت المناسب. ثم تتناول الآية نظامًا اجتماعيًا راقيًا يتعلق بتحرير العبيد، فتشجع الأسياد على 'المكاتبة' مع من يطلبون الحرية من عبيدهم وإمائهم، إن عُلم فيهم خير وصلاح، وتأمرهم بإعطائهم جزءًا من مال الله الذي آتاهم، دعماً لهم في بداية حياتهم الحرة. وفي نقطة محورية تعكس قمة العدالة والرحمة، تنهى الآية بشدة عن إكراه الإماء على البغاء بحثًا عن منفعة دنيوية زائلة، حتى لو كان ذلك برغبتهن الأولية. وتختتم بلمسة حانية تُطمئن القلوب، فتبين أن الله تعالى غفور رحيم لمن أُكرهت منهن، مُبرزةً بذلك سماحة التشريع الإسلامي الذي يحمي كرامة الإنسان ويُعلي من قيم العفة والطهارة والعدل في المجتمع، ويفتح أبواب الرحمة لكل مظلوم.
2025/04/15
352
0
- مركز دعوة الصينيين