الهدي والأضاحي من أعظم شعائر الإسلام وأجلّ القربات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، تحمل في طياتها معاني عميقة من التوحيد والطاعة والامتنان. فالْهَدْيُ هو تلك الأنعام الطاهرة من الإبل أو البقر أو الغنم التي تُساق وتُذبح في الحرم المكي الشريف، إما كواجب على الحاج المتمتع والقارن جبرًا لنقصه أو إتمامًا لنسكه، أو كفدية لمن أحصر ومنع من إتمام حجه أو عمرته، وهو تجسيد خالص للاستجابة لأمر الله وإظهارًا للخضوع والتقرب إليه. أما الأضحية، فهي سنة نبوية مؤكدة، وتعتبر من شعائر العيد الكبرى، تُذبح من بهيمة الأنعام كالضأن والبقر والإبل في أيام عيد الأضحى المبارك، وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين والأهل والأقارب، تعبيرًا عن الشكر لله على نعمه وفضله، وإحياءً لذكرى فداء نبي الله إسماعيل عليه السلام، وتجسيدًا لأسمى معاني التكافل الاجتماعي والبذل والعطاء في سبيل الله. كلاهما يمثلان عبادة مالية وبدنية تهدف إلى نيل عظيم الأجر والثواب، وتعميق الصلة بالخالق، وتطهير النفوس وتزكيتها.
2024/10/16
348
0
- مركز دعوة الصينيين