صفة الحج 1

00:00
11:40

تعد "صفة الحج 1" المحطة الأولى والجوهرية في رحلة الحج المباركة، حيث يشرع الحاج في الإحرام، وهو العتبة الروحية لدخول مناسك الحج العظيمة. فإذا كان الحاج يؤدي حج الإفراد أو القِران، يكون إحرامه من الميقات المحدد شرعًا، أو من مكانه إن لم يكن في ميقات. أما لحاج التمتع، فيختلف موعد الإحرام للحج قليلًا؛ حيث ينوي الإحرام للحج في صباح اليوم الثامن من ذي الحجة، المعروف بيوم التروية. يتأهب الحاج لذلك باغتسال وتطيب، وارتداء لباس الإحرام الأبيض الطاهر، استعدادًا لتلبية نداء الرحمن. هذه الخطوات الأولى تمثل بوابة النية الصادقة والتهيؤ الكامل لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ليغدو الحاج في حلّة البساطة والتجرد، متفرغًا لعبادة الله وحده.

مركز دعوة الصينيين

2024/10/16

283
0
  • مركز دعوة الصينيين
  • الحج
مواد ذات صلة
video title
الهدي والأضاحي

الهدي والأضاحي من أعظم شعائر الإسلام وأجلّ القربات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، تحمل في طياتها معاني عميقة من التوحيد والطاعة والامتنان. فالْهَدْيُ هو تلك الأنعام الطاهرة من الإبل أو البقر أو الغنم التي تُساق وتُذبح في الحرم المكي الشريف، إما كواجب على الحاج المتمتع والقارن جبرًا لنقصه أو إتمامًا لنسكه، أو كفدية لمن أحصر ومنع من إتمام حجه أو عمرته، وهو تجسيد خالص للاستجابة لأمر الله وإظهارًا للخضوع والتقرب إليه. أما الأضحية، فهي سنة نبوية مؤكدة، وتعتبر من شعائر العيد الكبرى، تُذبح من بهيمة الأنعام كالضأن والبقر والإبل في أيام عيد الأضحى المبارك، وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين والأهل والأقارب، تعبيرًا عن الشكر لله على نعمه وفضله، وإحياءً لذكرى فداء نبي الله إسماعيل عليه السلام، وتجسيدًا لأسمى معاني التكافل الاجتماعي والبذل والعطاء في سبيل الله. كلاهما يمثلان عبادة مالية وبدنية تهدف إلى نيل عظيم الأجر والثواب، وتعميق الصلة بالخالق، وتطهير النفوس وتزكيتها.

video title
فضل الحج

الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، ليس مجرد فريضة، بل هو رحلة إيمانية عميقة تتوج حياة المسلم بالتقوى وتجدد عهده مع الله. وقد حثنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الفريضة العظيمة، مؤكدًا أنها من أعظم العبادات وأجل القربات إلى الله. إنها فرصة فريدة لتطهير الروح وغفران الذنوب، فيعود الحاج نقيًا كيوم ولدته أمه، محملًا بأجر عظيم لا يعلمه إلا الله. كما يمثل الحج مشهدًا مهيبًا لوحدة الأمة الإسلامية وتلاحمها، حيث يجتمع المسلمون من كل حدب وصوب في صعيد واحد، متجردين من الدنيا وزينتها. إنه تحول روحي شامل، يلامس أعماق القلب ويترك أثرًا طيبًا مدى الحياة، فيا له من فضل عظيم وشرف لا يضاهى لكل من قدر له أدائه!

video title
توكل على الله

توكل على الله: هو ركن أساسي ومفهوم جوهري في بناء إيمان كل مسلم، ويشكل فرعاً عظيماً من فروع الإيمان التي نتناولها. فليس التوكل مجرد دعاء أو أمنية، بل هو حالة قلبية عميقة من الاعتماد المطلق والثقة الكاملة بخالق الكون ومدبر الأمر كله. وإذ نواصل درسنا هذا، نكشف سوياً عن هذا المبدأ العظيم الذي يسيء فهمه الكثيرون، فيخلطون بينه وبين التواكل والكسل. فالتوكل الحقيقي لا يعني التواكل والقعود، بل هو بذل الأسباب المادية والمعنوية بكل جدٍ واجتهاد، ثم تسليم النتائج إلى الله تعالى بيقينٍ تام بأن تدبيره هو الخير المطلق. إنه المنارة التي تهدي المؤمن لسكينة القلب وطمأنينة الروح في خضم تقلبات الحياة، وهو القوة التي تدفعه لتواجه الصعاب بيقينٍ لا يتزعزع. دعونا نتعمق في فهم هذه العبادة القلبية وكيفية تجسيدها في كل تفاصيل حياتنا اليومية، فبالتوكل تتجلى ثمرة الإيمان الصادق، وتتوطد العلاقة بين العبد وربه، مما يفتح أبواب البركة والتوفيق.

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين