النساء 40
الآية الكريمة 40 من سورة النساء هي إحدى الآيات العظيمة التي تتجلى فيها عدالة الله المطلقة وواسع فضله على عباده المؤمنين. يوضح الله تعالى في هذه الآية بأنه إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
، مؤكدًا على أن عدله شامل ودقيق لدرجة أنه لا ينقص أحداً شيئاً ولو كان بقدر أصغر جزء في الوجود، فلا يُظلم أحد أدنى قدر من حقه. بل إن كرمه سبحانه يتعدى ذلك ليخبرنا أنه وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
. هذا يعني أن أي عمل صالح يقوم به الإنسان، مهما كان يسيرًا أو صغيرًا، فإن الله بعظيم فضله لا يضيعه، بل يضاعف أجره أضعافًا مضاعفة، ويمنح من عنده ثوابًا جزيلًا وعظيمًا لا يمكن تخيله أو تقديره. هذه الآية تبعث الطمأنينة في قلوب المؤمنين وتغرس فيهم الأمل والثقة بأن الله سبحانه وتعالى لا يجازي إلا بالخير والفضل، وتدعوهم إلى الإكثار من فعل الحسنات والطاعات، فكل عمل خير مُقدم سيُكافأ عليه بأجر لا يضاهيه شيء، وهو دليل على كمال الرحمة الإلهية وكرمه اللامحدود الذي لا يُبقي أثرًا للظلم ولا يُهمل أدنى عمل صالح.