هذه الآية الكريمة تصحح مفهوم البر الحقيقي، مؤكدة أن الأمر ليس مجرد توجيه وجوهنا نحو المشرق أو المغرب كطقوس شكلية. إن البر الأسمى يتجاوز الظواهر لينغمس في عمق الإيمان الصادق بالله الواحد الأحد، وملائكته الكرام، وكتبه المنزلة، وأنبيائه ورسله عليهم السلام. ويتجلى البر أيضاً في العطاء السخي من أغلى ما نملك لذوي القربى المحتاجين، واليتامى الضعفاء، والمساكين الذين لا يجدون، وابن السبيل المنقطع، والسائلين الذين مُدت أيديهم، وفي عتق الرقاب. ولا يكتمل البر إلا بإقامة الصلاة خشوعاً، وإيتاء الزكاة طوعاً، والوفاء بالعهود إذا عاهدنا، والصبر الجميل عند الفقر والشدة وأثناء القتال. هؤلاء هم الصادقون حقاً في إيمانهم، وهم المتقون الذين يخشون الله حق خشيته.
2024/08/15
288
0
- مركز دعوة الصينيين