تتجلى عظمة الخالق في هاتين الآيتين الكريمتين، حيث يمتنّ الله سبحانه وتعالى على عباده بتسخيره الكون بأسره لهم،
فها هو البحر الشاسع، بقوته وأمواجه، قد جُعل طيّعًا لخدمة الإنسان، ليكون مهدًا للسفن العملاقة،
التي تجري فيه بأمر الله وقدرته، فاتحةً آفاقًا واسعة للتجارة والنقل واكتشاف العوالم البعيدة،
كل ذلك لتنعموا بفضله وتطلبوا رزقه الواسع، ولتتذكروا نعمه التي لا تحصى وتشكرونه حق الشكر على هذه العطايا الجليلة.
ولا يقتصر هذا التسخير على البحار فحسب، بل يتسع ليشمل كل ما في السماوات من نجوم وكواكب،
وما في الأرض من جبال وأنهار وكنوز، جميعها وُضعت في خدمتكم، كلها هبة خالصة من لدنه تعالى،
مدبرة بأحكم تدبير لراحة البشر وسعادتهم، ليتحقق لهم سبل العيش والازدهار والتقدم.
إنّ في هذا التسخير الكوني العظيم، وفي هذه المنظومة المتكاملة التي تعمل بإتقان،
لآيات بيّنات ودلائل ساطعة على قدرة الخالق ووحدانيته وحكمته البالغة،
لا يدركها حق الإدراك إلا أولو الألباب والقلوب المتفكرة التي تتأمل في بديع صنع الله وعظيم فضله.
2025/05/05
336
0
- مركز دعوة الصينيين