إبراهيم وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام نفس المهمة من نفس الخالق سبحانه
تأملوا في حكمة الخالق العظيم وروعته، حيث أرسل لنا سلسلة مباركة من الأنبياء والمرسلين الأجلاء،
يتقدمهم أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، ثم روح الله سيدنا عيسى، وختامهم سيد البشرية سيدنا محمد، عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.
لم تكن رسالاتهم السماوية متفرقة أو متضاربة أبداً، بل هي جوهر واحد متصل ينبع من مشكاة النبوة الربانية الواحدة:
دعوة البشرية جمعاء قاطبة إلى عبادة الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، بلا شريك ولا مثيل له في ملكه وعظمته.
مهمتهم الجوهرية تمثلت في غرس بذور التوحيد الخالص في القلوب، وإرساء قيم العدل والخير والفضيلة في المجتمعات،
وكذلك تهذيب النفوس وتزكيتها، وإخراج الناس من ظلمات الجهل والشرك والعبودية لغير الله إلى نور الهداية والإيمان الحق.
إنها بحق رسالة سماوية متكاملة، متصلة الحلقات بشكل بديع، حيث يؤكد كل نبي فيها ما جاء به سابقه من الحق،
ويكمل ما شرعه من قبله من هداية وإرشاد للبشرية جمعاء، في انسجام وتناغم رباني فريد.
ليظل بذلك جوهر الإيمان بالله الواحد الأحد ثابتًا راسخًا لا يتزعزع عبر العصور والأزمان،
كل ذلك من نفس الخالق العظيم الذي لا تتغير سننه ولا تتبدل كلماته، فهو الحق المبين وحده سبحانه.