الإنسان: 3

الزكاة — الصدقة الواجبة: وسيلة لتطهير المال

الزكاة ليست مجرد صدقة، بل هي فريضة من فرائض الإسلام، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، وتعدّ عبادة سامية. إنها تطهر المال والقلوب.

في الإسلام، الزكاة هي نسبة ثابتة من المال يجب على المسلم إخراجها سنويًا لمساعدة الفئات المحتاجة. لكنها ليست ضريبة تفرضها الحكومة، ولا تبرع طوعي، بل هي أمر من الله سبحانه وتعالى. وقد ذُكرت الزكاة في القرآن الكريم جنبًا إلى جنب مع الصلاة، مما يعكس أهمية العدالة الاجتماعية في الإسلام.

هذه الصدقة ليست فقط وسيلة للتزكية الروحية، بل لها أيضًا فوائد عملية؛ فهي تطهر قلب المعطي، وتبعده عن الجشع والأنانية، كما تخفف من معاناة المستفيدين وتقلل من الحسد، وتعزز الثقة والتضامن داخل المجتمع.

المسلم وطلب العلم

يغوص بنا كتاب "المسلم وطلب العلم" في رحاب موضوع محوري يمس جوهر رسالتنا الإسلامية،
مبيناً كيف أن السعي لاكتساب المعرفة ليس مجرد تحصيل معلومات،
بل هو دعوة ربانية للفهم العميق والتدبر في آيات الله الكونية والشرعية.
يشجع هذا العمل الملهم كل مسلم على خوض مسيرة تعليمية لا تتوقف،
ليصقل بها عقله ويهذب بها روحه، ويصل إلى إدراك الحكمة الإلهية في كل أمر.
إنه يؤكد أن العلم في الإسلام هو حجر الزاوية لتطوير الذات والارتقاء بالمجتمع،
وبناء أمة قوية مزدهرة قائمة على البصيرة والنور.
الكتاب يسلط الضوء على أن طلب العلم يعد عبادة جليلة وقربة عظيمة إلى الله تعالى،
حيث ينير العقول، ويشحذ الهمم، ويدفع الفرد نحو التجديد المستمر،
محققاً بذلك الغاية السامية من وجوده كمسلم مستنير عامل.

الإسراء 85

تُعد الآية الخامسة والثمانون من سورة الإسراء (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) من جوامع الآيات القرآنية التي تتناول أعظم الأسرار الكونية: سر الروح. إنها إجابة شافية وحاسمة لسؤال لطالما شغل فكر الإنسان حول ماهية الروح، لتؤكد أن حقيقتها تكمن في كونها أمرًا إلهيًا خالصًا، لا يدرك كنهها إلا خالقها سبحانه وتعالى. هذه الآية العظيمة تضع حدًا للتخمينات البشرية وتدعو إلى التواضع أمام عظمة الخالق المطلقة وعلمه الذي لا يحد. إنها تذكرنا بأن معرفتنا مهما بلغت، تظل قطرة في بحر علم الله الواسع، وتحثنا على التسليم والإيمان بما جاء به الوحي من حقائق غيبية تتجاوز إدراكنا المحدود. تبرز الآية حكمة الله في إخفاء بعض الحقائق عن البشر، لما في ذلك من اختبار لإيمانهم ودعوة لهم للتفكر في عظمة أمره وقدرته التي لا تُضاهى، مؤكدة أن العلم الحقيقي المطلق هو لله وحده.