إن مقارنة الدنيا بالآخرة، تمامًا كمدّ إصبع في البحر، تُبرز تباينًا هائلاً يفوق التصور. فالقطرة العالقة بالإصبع هي حياتنا الدنيا بملذاتها وزخارفها العابرة، قصيرة العمر، محدودة الأثر، وسرعان ما تتلاشى. أما المحيط الشاسع المترامي الأطراف، فهو الآخرة بكل ما فيها من بقاء أبدي، ونعيم سرمدي، وجزاء لا نهاية له. هذا التشبيه يُسلّط الضوء على الفارق الجوهري بين الفناء والخلود، بين ما هو زائل وما هو دائم. إنه تذكير عميق بألا ننشغل بما نركض خلفه في دنيانا من متاع ومكاسب لا تساوي شيئًا أمام عظَمة ما ينتظرنا في رحلتنا الأبدية. يدعونا هذا الوصف الملهم لإعادة ترتيب أولوياتنا، وإدراك القيمة الحقيقية للوقت، واستثمار كل لحظة في ما يُرضي الخالق ويبقى لنا. فالدنيا مجرد معبر عابر وظلّ زائل ومحطة انتظار لا غير، بينما الآخرة هي المستقر الحقيقي والوطن الدائم ومآلنا الأخير. فلنكن من الساعين لما هو باقٍ، تاركين ما هو فانٍ، لنفوز بالباقيات الصالحات.
2025/01/11
419
0
- مركز دعوة الصينيين