هل يمكن للخالق أن يتركنا دون أن يمنحنا الوحي؟

تُعدّ مسألة "هل يمكن للخالق أن يتركنا دون وحي؟" سؤالاً جوهرياً يتغلغل في صميم فهمنا لعناية الخالق وحكمته اللامتناهية. فهل يعقل أن يبدع الإله العليم الحكيم كوناً بهذا الكمال ويترك الإنسان، أسمى مخلوقاته، بلا غاية واضحة أو توجيه إلهي؟ إن التأمل في دقة الخلق وتعقيداته يوحي بقوة بأن لوجودنا هدفاً أسمى لا يمكن أن يُترك للصدفة أو العبث. فبدون هداية سماوية، كيف لنا أن نجيب على تساؤلاتنا الوجودية الكبرى: لماذا نحن هنا؟ وماذا بعد الموت؟ إن غياب الوحي سيُلقي بالبشرية في دوامة من التيه والبحث عن معنى في عالم قد يبدو عشوائياً. لكن رحمة الخالق التي وسعت كل شيء تقتضي أن يمدنا بالنور والدليل الذي يُنير دروبنا. فالوحي هو البوصلة الإلهية التي ترشدنا نحو الحق وتكشف لنا الغايات النبيلة لوجودنا. إنه الإجابة الشافية لكل حيرة، والمنهاج الواضح لحياة ذات قيمة ومعنى حقيقي. يضمن لنا الوحي أننا لسنا مجرد كائنات عابرة، بل جزء من خطة إلهية محكمة ومتقنة، تكرم الإنسان وتُعلي من شأنه. إنه الدليل الساطع على عناية الخالق الأبدية بنا ومسؤوليتنا تجاه الحياة.

مركز دعوة الصينيين

2024/11/23

519
0
  • مركز دعوة الصينيين
  • الوحي

تطوير midade.com

مركز دعوة الصينيين