المائدة 67

البقرة 105

تُعَدّ الآية الكريمة 105 من سورة البقرة تذكيرًا قويًا للمؤمنين بحقيقة النوايا الكامنة لدى الكفار وأهل الكتاب والمشركين؛ فهم لا يرغبون أبدًا في أن ينزل عليكم أي خير أو فضل من ربكم، وهذا يكشف عن عمق حسدهم الشديد وعداوتهم للمسلمين. فالقلوب التي أظلمتها الجحود والشرك لا تطيق رؤية نعم الله وعطاياه تتنزل على عباده المؤمنين. لكن هذه الآية تحمل في طياتها بشرى عظيمة وطمأنينة عميقة للمسلمين، فالله تعالى هو المتفرد بفضله العظيم، يختص برحمته وعطائه من يشاء من عباده، دون استئذان أحد أو اعتبار لرغبة الحاسدين. إنها رسالة واضحة تؤكد سيادة الله المطلقة في منح العطاء والخير، وتدعونا للثقة التامة في تدبيره وحكمته البالغة. فلا ينبغي للمؤمن أن يحزن أو يضطرب من مكرهم، بل ليزداد إيمانه بأن النعم كلها من الله وحده، وأنه سبحانه ذو الفضل العظيم الذي لا يُحدّ. هذا يزرع الطمأنينة في القلوب ويقوي العزيمة على التمسك بدين الحق مهما كانت التحديات والصعاب.

يوسف 47- 49

تصف هذه الآيات الكريمة جزءًا من حكمة يوسف عليه السلام في تدبير الأزمات،
حيث يقدم تأويله لرؤيا فرعون كخارطة طريق لمستقبل مصر الاقتصادي.
ينصح بزراعة الأرض بجد سبع سنين متتالية في زمن الرخاء،
مع التركيز على تخزين محصول القمح في سنابله لضمان حفظه من التلف.
هذا التدبير الحكيم يهدف لمواجهة سبع سنين عجاف شديدة الجفاف والقحط ستليها،
والتي ستستهلك معظم المدخرات، إلا ما يتبقى بفضل التخزين المتقن.
ثم يبشر يوسف بسنة مباركة تعقب هذه السنوات الصعبة،
حيث يعم الخير وينزل المطر بغزارة،
ويتمكن الناس من عصر ثمارهم والاستفادة من خيرات الأرض الوفيرة.
إنها رؤية إلهية لإنقاذ الأمة من الهلاك عبر الحكمة والتخطيط المسبق.

معرفة الله: المخلوقات تشهد على وجود الله