سورة الكافرون، إحدى السور المكية العظيمة، تأتي لترسخ مبدأ البراءة التامة من الشرك وأهله، وتحديد الولاء الخالص لله الواحد الأحد. نزلت هذه السورة الفاصلة في موقف حاسم، حين حاول كبار قريش مساومة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على دينه، بأن يعبدوا آلهتهم سنة ويعبد هو إلهه سنة، ظنًا منهم أنهم بذلك سيجدون حلاً وسطًا. فجاء الرد القرآني الحاسم، بآيات لا لبس فيها، لتعلن بكل قوة ووضوح: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}. هذه السورة القصيرة في آياتها، العظيمة في معانيها، تؤكد أن التوحيد لا يقبل المساومة ولا التنازل، وأن الفصل بين الحق والباطل أمر لا محيد عنه، لتكون نوراً وهدى للمؤمنين في كل زمان ومكان، وتعلمهم الثبات على المبدأ والعقيدة الصحيحة، وأن لا خلط بين الإيمان والكفر.
2024/10/20
345
0
- مركز دعوة الصينيين