في جوهر وجودنا الإنساني ولبّ رسالتنا الحياتية، تتجلى قيمة "الإيمان والأخلاق الحسنة" كركيزتين لا تنفصلان. فالإيمان بالله، جل وعلا، ليس مجرد قناعة عقلية، بل هو تسليم مطلق ويقين راسخ بقدرته التي لا يعلوها شيء، كما ورد، وهو النور الهادي الذي يشع طمأنينة وراحة نفسية في أعماق الروح. هذا الإيمان العميق هو المنبع الصافي الذي تتفجر منه ينابيع الأخلاق الحسنة؛ فهو يغرس فينا فضائل سامية كالصدق الذي يزين اللسان، والأمانة التي تحصّن العلاقات، والإحسان الذي يطوق المحتاج، والرحمة التي تليّن القلوب، والتواضع الذي يرفع القدر، والصبر الذي يزكي النفس، والعدل الذي يقيم الموازين. فالإيمان الصحيح يثمر سلوكاً حضارياً راقياً، يبني الفرد الصالح والمجتمع المتماسك، ويصون الحقوق، وينشر المحبة والوئام بين الناس، مما يرتقي بالإنسان في كل جانب من جوانب حياته. إنهما معًا، الإيمان والأخلاق، يشكلان جوهر صلاح الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، وهما مفتاح الفوز برضا الخالق وتعمير الأرض بالخير والصلاح.
2023/04/17
686
1
- مركز دعوة الصينيين